سبب تسمية سورة القيامة
سورة القيامة واحدة من سور القرآن الكريم، فهي السورة رقم 75 في ترتيب المصحف، تعد من السور المكية، كونها نزلت على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في مكة المكرمة قبل الهجرة، وتتكون السورة من 40 آية، وتتناول مواضيع عدة تتعلق بالآخرة، مثل قيام الساعة وإعادة الأجساد وأهمية الإيمان بالله.
سبب تسمية سورة القيامة
لقد سميت سورة القيامة بهذا الاسم، نظرًا لأن الله (سبحانه وتعالى) أقسم بيوم القيامة في بداية السورة، الأمر الذي يعكس مدى أهمية هذا اليوم في العقيدة الإسلامية، كونه اليوم الذي يتم فيه الحساب والفصل بين العباد، أي محاسبة كل إنسان على أعماله، والجزاء عليه، سواء عقاب أو ثواب، ومن الجدير بالذكر أن هذه السورة تعرف أيضًا باسم لا أقسم.
ويرجع ذلك إلى السياق الذي يبدأ به الخطاب الإلهي ويلفت انتباه الناس إلى خطورة هذا اليوم، حيث تذكر السورة المؤمنين بآثار أفعالهم في الدنيا والآخرة، وتحذر كثيرًا من إنكار البعث والحياة بعد الموت، لذا فهي تحمل رسالة مهمة للغاية عن مسئولية الفرد واليقين في كافة الحقائق الغيبية.
شاهد أيضًا: من أعظم معجزات النبي
سبب نزول سورة القيامة
لقد ورد في تفسير سورة القيامة عدد من الأحاديث التي تبين أسباب نزول بعض آياتها، “أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى” فقد روى أن عدي بن ربيعة تحدث مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسأله عن يوم القيامة ومتى سيحدث، وعندما أخبره النبي بما سيحدث في ذلك اليوم، رد عدي قائلًا “لو رأيت ذلك اليوم بعيني لما صدقتك هل يجمع الله هذه العظام بعد أن تفرقت؟”، وتشير بعض الروايات إلى أن هذه الآية قد نزلت في حق أبي جهل الذي كان يخبر الناس عن دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخاصة بالبعث والحياة بعد الموت.
حيث كان أبو جهل يسخر من سيدنا محمد، ويقول للناس “أيزعم محمد أن يجمع الله هذه العظام بعد أن تفرقت وبلت؟” وقد جاء ذلك في إطار استهزاءه بقدرة الله على إحياء الموتى، فأنزل الله (عز وجل) هذه الآية للدلالة على قدرة الله على البعث وإعادة خلق الإنسان من جديد.
أما عن الآية “لا تحرك به لسانك لتعجل به” فقد نزلت في ظل اهتمام الرسول (صلى الله عليه وسلم) الشديد بحفظ الوحي أثناء نزوله، حيث كان النبي يحرك لسانه كطريقة لتثبيت ما ينزل عليه من الآيات في ذهنه، ونظرًا لصعوبة تلك العملية أمر الله (سبحانه تعالى) نبيه بعدم تحريك لسانه بهذا الشكل المفرط أثناء نزول الوحي، وأن يترك الأمر لله بتثبيت ما ينزل عليه.
تعريف سورة القيامة
سورة القيامة من السور المكية التي تناولت مواضيع عديدة مهمة خاصة بالعقيدة، أبرزها مسألة البعث والحياة بعد الموت، وقد أشار قول عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) إلى أن هذه السورة قد نزلت في ظروف معينة لتوضيح أهمية الإيمان بالآخرة، وقد بدأت السورة بقسم عظيم من الله (سبحانه وتعالى) باليوم الآخر، وقد كان في ذلك دلالة قوية على أهمية هذا اليوم في حياة الإنسان وإيمانه، وقد تناولت السورة مشاهد من يوم القيامة، وتفاصيل عديدة حول اجتماع الناس، وحقائق عدة عن الجزاء الذي سيناله كل إنسان كنتيجة على عمله في الدنيا.
شاهد أيضًا: أين نزل آدم وحواء في الأرض
تفسير سورة القيامة
سنتعرف فيما هو آت تفسير ميسر لآيات سورة القيامة بشكل من التفصيل:
- الآيات من 1 إلى 5، تبدأ السورة بقسم من الله بيوم القيامة، حيث يقسم أنه يوم البعث، ويعكس ذلك مدى عظمة هذا اليوم، ويشير الله في الآية الثانية إلى أنه يوم يقوم فيه الإنسان ويحشر.
- الآيات من 6 إلى 15، تتناول هذه الآيات مشاعر الإنسان عند مواجهة الموت، وتتحدث عن محاولاته في إنكار البعث، ويوضح الله (سبحانه وتعالى) أن الإنسان يفكر بشكل مادي ويعتبر أن الحياة تنتهي بالموت، مع التنويه بوجود حياة أخرى بعد الموت سيحاسب فيها على ما قدم في حياته من أعمال.
- الآيات من 16 إلى 19، وهنا تم تسليط الضوء على رسالة نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتشجيعه على عدم التردد في تلاوة الوحي، مع توضيح دور النبي في توصيل الرسالة، وضرورة الانصياع لوحي الله.
- الآيات من 20 إلى 40، وهنا وصف حالة الإنسان النفسية عند مواجهة كافة الحقائق الغيبية، حيث يوضح الله (سبحانه وتعالى) عن المشهد الرهيب في يوم القيامة، وكيف سيتم محاسبة كل شخص على أعماله، مع الإشارة إلى الكافرين الذين ينكرون هذا اليوم، ويوضح كيف أن أعمال الإنسان ستظهر أمامه.
شاهد أيضًا: فضل شعبان والاستعداد لرمضان
وبذلك تؤكد السورة على وجود يوم الحساب، حيث يعتبر التحذير والتذكير من أهم الرسائل التي تحملها هذه السورة، كونها تذكر المؤمنين بأهمية الاستعداد ليوم القيامة بالأعمال الحسنة، وبذلك تتضمن دعوة إلى الإيمان بالآخرة وتشجع على التفكير في أفعالهم وتأثيرها على مصيرهم في الآخرة.
