من اعمال الملائكة

الملائكة هم مخلوقات روحية،، خلقها الله تعالى من نور، ويعد الإيمان بهم جزء أساسي من العقيدة الإسلامية، حيث تعتبر الملائكة مخلوقات مميزة تنفرد بمجموعة من الصفات التي تجعلها مختلفة عن بقية المخلوقات، ولقد خلق الله الملائكة لأغراض عديدة سامية، مثل تبليغ الرسالات، ومراقبة الإنسان، وتسجيل أعماله.
من اعمال الملائكة الكرام
لقد تم ذكر الملائكة في القرآن الكريم في عدة مواضع، ذلك من أجل إيضاح دورها وأعمالها المهمة في تنفيذ أوامر الله (سبحانه تعالى)، وسنتعرف معًا على بعض من أسماء الملائكة، مع عرض الوظيفة التي تقوم بها:
جبريل عليه السلام
هو أعظم الملائكة شأناً، وقد تم ذكره بكثير من التقدير والتشريف سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، وقد أطلق عليه عدة ألقاب، مثل روح القدس، والناموس الأكبر، وتتمثل مهمته في تبليغ الوحي، كونه الوسيلة التي بها يتواصل بها الله مع رسله وأنبيائه، استنادا إلى قوله تعالى “قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِين””، هذا إلى جانب دوره الفعال في دعم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في دعوته إلى الإسلام.
إسرافيل عليه السلام
لإسرافيل مكانة خاصة في الإسلام، نظرًا للمهمة التي تم تكليفه بمهمة خطيرة تحمل دلالات كثيرة على كل من الحياة والموت والبعث، والتي تتمثل في النفخ في السور، والتي تنقسم إلى نفختين، الأولى ينتج عنها موت جميع المخلوقات في سواء في السماوات أوالأرض، ويعتبر هذا الحدث بمثابة انتهاء الحياة في العالم، أما الثانية ينتج عنها البعث مرة أخرى، حيث يعاد إحياء المخلوقات ليوم القيامة. سيتجمع الناس، فقد قال الله (عز وجل) “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ”
ميكائيل عليه السلام
هو واحد من أعظم الملائكة المقربين من الله سبحانه وتعالى، وقد كلف بعدة وظائف مهمة خاصة برعاية خلق الله، نوضح منها ما يلي: المطر، توفيق النبي إلى الخير، المشاركة في القتال، وبذلك يعد ميكائيل رمز للعطاء والرزق.
ملك الموت
هو الملك الذي أسند إليه الله مهمة قبض أرواح الناس عند وفاتهم، وبذلك يمثل الجانب الحتمي من الحياة، حيث لا مفر من الموت، فهو النهاية الطبيعية لكل المخلوقات، وعلى الرغم من مدى أهمية دوره في الإسلام لم يتم ذكر اسمه بشكل صريح سواء في القرآن أو السنة، ولكنه ذكر في القرآن الكريم بعبارات تشير إلى دوره “قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ”
مالك
هو واحد من الملائكة المسئولين عن النار، فهو رئيس الملائكة الذين يتولون أمر النار، وله مكانة خاصة بينهم، وهو الذي يستجيب للأهالي في النار، “وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ”، وتشير الأيات إلى دوره كوسيط بين أهل النار وإرادة الله (عز وجل).
هاروت وماروت
هما ملكان ورد ذكرهما في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ”، وهما ملائكة أنزلهم الله إلى الأرض لكي يعلموا الناس السحر كوسيلة لفهم بعض الحقائق المتعلقة بالخير والشر، ولكن الناس أساءوا كثيرًا استخدام هذا العلم، وبذلك يعد هاروت وماروت بمثابة اختبار لمدى إيمان البشر.

شاهد أيضًا: شروط صحة صلاة الجمعة
صفات الملائكة
تنفرد الملائكة بصفات عديدة تميزها عن غيرها من المخلوقات، وفيما يلي توضيح لأبرزها:
- كرام بررة، حيث وصف الله سبحانه وتعالى الملائكة بهذا الوصف للدلالة على أخلاقهم العالية وطاعتهم له، فهم يعملون بأمره وينفذون رسالته بصدق.
- القدرة على التشكل، حيث أن الملائكة قادرون على التمثيل بأشكال متعددة، كالتشكل في صورة بشر، كظهورهم لسيدنا إبراهيم ولوط عليهما السلام في صورة رجال.
- الطاعة الدائمة، الملائكة مجبولة على طاعة الله (عز وجل)، فهم لا يعرفون المعصية، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”، ويوضح ذلك مدى إخلاصهم وولائهم التام لأوامر الله.
وتتجلى عظمة خلق الله وإرادته في تشكيل مخلوقات تطيع أوامره في صفات الملائكة بشكل كبير، حيث تتصف بالحياء والطاعة، وتعد بذلك خير مثال على الطاعة والتفاني في الخدمة، الأمر الذي جعلهما قريبين من قلوب المؤمنين الطائعين.
شاهد أيضًا: كيفية استغلال أيام عشر ذي الحجة
وظيفة الملائكة
فيما هو آت توضيح لوظائف الملائكة المتعددة:
- تسبيح الله وعبادته، حيث أن الملائكة دومًا في حالة من الذكر والتمجيد.
- كتابة أعمال البشر، حيث أشارت العديد من الأحاديث أن الملائكة تقوم بتسجيل أعمال الإنسان، والتي تتمثل في الحسنات والسيئات
- الاستغفار، حيث تؤمن الملائكة وتستغفر لكافة المؤمنين، كما ورد في الآية الكريمة “يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا”.
- التبليغ، حيث تعتبر الملائكة وسيلة لتبليغ الرسائل الإلهية للأنبياء والمرسلين.